الأنياء في القرآن الكريم

قال تعالى : ( لقد بعثنا في كل أمّة رسولا )سورة النحل الآية 36  قال تعالى: ( و رسلا قد قصصناهم عليك من قبل و رسلا لن نقصصهم عليك ) سورة النساء الآية 164جاء في مسند الإمام أحمد حول عدد الأنبياء : عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاثمائة و بضعة عشر جما غفيرا و في حديث آخر عن أبي ذر كذلك قال : قلت يل رسول الله كم وفّى عدة الأنبياء ؟ قال مئة ألف و أربعة و عشرون ألفا الرسل من ذلك ثلاث مئة و خمسة عشر جما غفيرا ) مهما كان الاختلاف في عدد الأنبياء الجملي فهذا لن يهمنا في هذا المقال و لن نقوم بتحليل الأرقام التي تتضارب في خصوص عدد الأنبياء و التي وردت على لسان أبي ذر الغفاري في مسند الإمام أحمد بل سيكون موضوع مقالنا الأساسي عدد الأنبياء و الرسل الواردة أسماؤهم في القرآن الكريم و تقديم لمحة موجزة عن كل نبي و رسول ورد اسمه في القرآن الكريم .أشار القرآن الكريم بالذكر لخمس و عشرين نبيا و رسولا منهم ثمانية عشر نبيا و رسولا ذكرت أسماؤهم في الآيات 82 إلى 86 من سزورة الأنعام قال تعالى: ( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولائك لهم الأمن و هم مهتدون و تلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم و وهبنا له إسحاق و يعقوب كلاّ هدينا و نوحا هدينا من قبل و من ذرّيته داوود و سليمان و أيّوب و يوسف و موسى و هارون و كذلك نجزى المحسنين و زكريا و يحي و عيسى و إلياس كلّ من الصالحين و إسماعيل و اليسع و يونس و لوطا و كلّا فضّلنا على العالمين ) أما بقية الأنبياء و همسبعة فقد ذكروا في القرآن الكريم في سور و آيات متفرقة فآدم بكر في سورة آل عمران قال تعالى ( و إن الله اصطفى آدم و نوحا ) أما نبي الله هود فقد ذكر في سورة قرآنية سمّيت بامه و هي سورة هود و جاء فيها قوله تعالى : ( و إلى عاد أخاهم هودا ) كما ذكر نبي الله صالح في سورة هود قال تعالى: ( و إلى مدين أخاهم شعيبا ) أما سيدنا إدريس و ذو الكفل عليهما السلام فقد ذكرا في سورة الأنبياء حيث قال تعالى: ( و إسماعيل و إدريس و ذا الكفل ) أما خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فقد ذكر في سورة قرآنية سمّيت باسمه و هي سورة محمد كما ذكر في سورة ثانية و هي سورة آل عمران .  يبلغ عدد السور القرآنية التي سميت بأسماء الأنبياء ست سور و هي سورة محمد و سورة إبراهيم و سورة يوسف و سورة هود و سورة نوح و سورة يونس و من الأنبياء الخمسة و العشرين المذكورين في القرآن الكريم بالاسم أربعة من أصول عربية و هم هود و صالح و شعيب و محمد عليهم الصلاة و السلام أجمعين .و من هؤلاء الخمسة و العشرين نبيا و رسولا المذكورين بالاسم في القرآن الكريم خمسة رسل يطلق عليهم أولو العزم من الرسل و هم محمد و نوح و موسى و عيسى عليهم الصلاة و السلام و سموا بأولو العزم لأنهم أهل صبر و قوة و تحمل المشاق قال تعالى ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) كما  قال جلّ من قائل  ( تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله و رفع بعضهم درجات ) سورة البقرة الآية 253 آدم عله السلام : هذا الاسم و هذه الشخصية وردت في سفر التكوين و في العهد الجديد و في القرآن كما ورد ذكر آدم في المورمون و هي مجموعة دينية و ثقافية و هذه الديانة بدأها جوزيف سميث خلال أواسط القرن التاسع عشر و أغلب المورمون أعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة و بقية الأعضاء و هم قلة هم أعضاء في الكنائس المستقلة الأخرىو يعتبلر المورمون أنفسهم جزءا من الديانة المسيحية  و كتاب الإيقان و هو الكتاب الثاني للبهائيين بعد كتاب الأقدس آدم حسب الديانات الإبراهمية أول إنسان و هو أبو البشر و أوّل المخلوقات الإنسانية حسب القرآن الكريم خلقه الله بيده و نفخ فيه من روحه و أسجد له ملائكته و جعله خليفة في الأرض و كرّمه هو و ذريته من بعده فسخر لهم ما في الأرض جميعا فأصل تسمية آدم بهذا الاسم حسب بعض الروايات أنه خلق من أديم الأرض كان آدم أوّل الأنبياء الذين أوحي إليهم  يعبد الله و يعلم بنيه عقيدة التوحيد سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن آدم : أنبي هو قال صلى الله عليه و سلم : ( نعم نبي مكلّم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه من روحه ) كما قال صلى الله عليه و سلم في آدم ( كان نبيا رسولا ،كلمه الله قبلا قال له : ( يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة ) .إدريس : قيل أن اسمه الحقيقي أخنوخ و سمي بإدريس لأنّه يدرس الصحف و قد أنزل الله على نبيه إدريس ثلاثين صحيفة و إدريس أوّل من نزلت عليه النبوّة بعد آدم عليه السلام و يقال إنّ إدريس أوّل من خط بالقلم و هو من علم الناس صنعة الخياطة  نوح: يقال أن سيدنا نوح سمي بهذا الاسم لكثرة نواحه و بكائه و يعدّ نوح عليه السلام أوّل رسول بعد آدم عبد قومه الرجال الصالحين بعد أن نحتوا لهم تماثل مثل ود و يغوث و يعوق و نوح من أولي العزم من الرسل لأن قومه كانوا يضربونه حتى يغشى عليه و يتركونه بلا حراك ضانين موته أوحى الله إى رسوله نوح ببناء السفيه نجا فيه هو و من آمن معه و حمل في السفينة من كل زوجين اثنين و أغرق الله القوم الكافرين .هود : بعث الله نبيه هود إلى قومه عاد و عاد قبيلة عربية كذبت عاد هود و لم يشكروا نعم الله عليهم  فأمسك الله عليهم المطر ثلاث سنين و حين أمطرت أمطرت عليهم غيما أسود و رياحا قوية استمرّت سبع ليال مع أيّامها الثمانية  صالح : بعثه الله إلى قومه ثمود و كانوا يسكنون الشام و الخجاز في منطقة يطلق عليها اسم الحجر جابهت ثمود نبي الله صالح بالسخرية و العناد و الاستهزاء بدعوته و دينه و كانت معجزة نبي الله صالح الناقة التي انشق الصخر و خرجت منه و أمر صالح ثمود بأن يتركوا الناقة في المراعي فهي ليست في حاجة لرعاية ومن أحد و نهاهم عن مسها بسوء و لكن قوم صالح ثمود ذبحوا الناقة  فأمهلهم الله بعد قتل الناقة ثلاثة أيّام ثمّ أخذتهم الصاعقة من الله .لوط : استقر لوط في سدوم و بعثه الله لهم ليدعوهم إى عقيدة التوحيد و ينهاهم عن المنكر فازدادوا عنادا و كانوا يقطعون الطريق و يعتدون على الناس وكان قوم لوط أيضا يمارسون الشذوذ الجنسي بأن يأتوا الرجال من دبرهم و لما أنزل الله عذابه بقوم لوط لما يقترفونه من منكر نجّى الله نبيه لوطا مع أهل بيته باستثاء زوجته التي كانت في صف قومها من الكافرين .إبراهيم : بعث إبراهيم الخليل للنمروذ الذي أنكر وجود الله زاعما أنه هو الإله و لما ألجم إبراهيم عليه السلام بالحجة و البرهان زجّ به النمروذ في السجن و لما خرج إبراهيم من السحن له له حوار ورد في القرآن الكريم بينه و بين و أبيه عن الأصنام التي يصنعها والد إبراهيم و يعبدها قومه و التي لا تنفع و لا تضر و لما حطم إبراهيم آلهة قومه إلا كبيرهم وضع الفأس في ذراعه فجاء الأمر من الملك بحرق إبراهيم و لكن النار تنقلب إلى برد و سلام على إبراهيم و كانت تلك النار معجزة إبراهيم عليه السلام على قومه. إسماعيل : نبي الله إسماعيل عليه السلام هو ابن سيدنا إبراهيم الخليل من زوجته هاجر سافر إبراهيم مع زوجته هاجر و ابنه إسماعيل إلى مكة التي كانت صحراء قاحلة قليلة الزّاد و الماء و ما لبث أن انتهى هذا الزاد و الماء فكانت قصة السيدة هاجرفي السعي بين الصفاء و المروة و ظهور نبع زمزم عند قذمي إسماعيل عليه السلام و جاءت بعد ذلك قبيلة قحطانية و استوطنت ذلك المكان بمكة .

إسحاق : نبي الله إسحاق هو ابن إبراهيم الخليل من زوجته سارة ولد إسماعيل بالشام بين الكنعانيين و يروى أن فارق السن بينه و بين أخاه إسماعيل ثلاثين سنة  يعقوب: يطلق على نبي اللهيعقوب اسم إسرائيل و معنى إسرائيل هو العابد لله تعالى و نبي الله يعقوب هو ابن النبي إسحاق ابن الرسول إبراهيم الخليل عليهم الصلاة و السلام أجمعين و نبي الله يعقوب هو أبو الأسباط الذين سيجعل الله فيهم النبوة و هم أتباع النبي موسى عليه السلام .ابتلي الله سبحانه و تعالى يعقوب ببعد ابنه يوسف عليه السلام عنه و فقده إياه .يوسف : رسول الله يوسف هو ابن نبي الله يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم عليهم السلام و اسم يوسف مأخوذ من الأسف و الحزن و ذكرت قصة يوسف كاملة في إحدى السور القرآنية سميت بسورة يوسف تولي رسول الله يوسف منصب العزيز في مصر في حكم الهكسوس .شعيب: نبي الله شعيب هو نبي عربي و تميّز بفصاحته و بلغته و لقب بلقب خطيب الأنبياء بعث النبي شعيب في فترة زمنية ليست ببعيدة عن نبي الله لوط لذلك قال تعالى في قرآنه الكريم: ( و ما قوم لوط منكم ببعيد ) و يقال أن والدة نبي الله شعيب هي ابنة نبي الله لوط و أرسل الله سبحانه و تعالى نبيه شعيب إلى مدين الذين كانوا يسكنون معان و هي موقع بين الشام و الحجاز دعا شعيب قومه إلا أنهم كذبوه فرحل مع من آمن بدعوته و استقر معهم بمكة و ماتوا هنا .أيوب : يرجع نسب نبي الله أيوب عليه السلام إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام عن طريق إسحاق يقال أن نبي الله أيوب تزوج ابنة الرسول يوسف و اسمها رحمة و كانت بعثة نبي الله أيوب في حران في الشام ابتلى الله نبيه أيوب بفقد المال و الولد و الأمراض فكان أيوب عليه السلام مثلا للصبر و قد امتدحه القرآن الكريم لصبر قال تعالى في الآية 44 من سورة ص ( إنّا وجدناه صابرا نعم العبد إنّه أوّاب ) ذو الكفل : سمي بهذا الاسم لأنه تكفل لقومه مؤنتهم و حاجاتهم و كان يحكم في قومه بالعدل ذكر ذو الكفل مرتين في القرآن الكريم منها قوله جلّ من قائل ( و إسماعيل و إدريس و ذا الكفل كل من الصابرين ) و من العلماء من قال أن ذا الكفل ايس نبيا و إنما هو رجل صالح و هو قول قتادة . يونس : نبي الله يونس بعثه الله سبحانه و تعالى للأشوريين في آشر و نينوى و أريلا و غيرها من مدن الحضارة الآشورية و يونس عليه السلام هو من نسل نبي الله يعقوب عليه السلام و قد بعثه الله لغير بني إسرائيل لما يئس نبي الله يونس من دعوة قومه إذ لم يؤمنوا بالله بل ازدادوا في ظلمهم و كفرهم تركهم يونس و سافر بحراعلى ظهر سفينة فكان إرادة الله يلقى في البحر و يبتلعه الحوت من فغير أن يؤذى نبي الله يونس لبث يو نس في ظلمات بطن الحوت زمنا و في فترة وجوده ببطن الحوت آمنوا و أصبحوا يبحثون عنه و قيل  إن الله بعد أن أنجاه من بطن الحوت أمره بالدعوم لقوم غير قومه .موسى : هو الرسول موسى ابن عمران وضعته أمه بعد ولادته في تابوت و رمته في نهر النيل و تربى موسى في فيت فرعون عند زوجته آسيةو عندما كبر موسى أرسله الله إلى فرعون و إلى بني إسرائيل و كان له العديد من المعجزات أبرزها العصا التي تنقلب إلى حيّة هارون : النبي هارون كلفه الله بالدعوة عونا لأخاه موسى و هارون أكبر من موسى بثلاث سنوات و ينطق اسم هارون بالعبرية آرون اتصف هارون باللين و الهدوء و فصاحة اللسان و البلاغة بالإضافة للقوة و البأس في حماية أخيه موسى . إلياس : و يقال أن اسمه أيض الياسين و  ياسين و آل ياسين بعث الله إلياس لبني إسرائيل و قد أيد الله سبحانه و تعالى نبيه إلياس بالعديد من المعجزات نذكر منها كإحياء الموتى و إشعال النار وأمرها بعدم الإحراق بالإضافة لنزول الغيث بأمر و بقدرة الله سبحانه و تعالى .اليسع : هناك من يقول أن اليسع هو إلياس و هناك من قال هو إدريس و القول الراجح أنه نبي بعث بعد إدريس و قيل هو ابن عم إلياس عليهما السلام ىمن به من آمن به من قومه و يقال أن يعد وفاته ارتدوا عن الإيمان  داود: بني الله داود هو ابن نبي الله يعقوب و من سلالوة إبراهيم الخليل عيّن طالوت داود مستشارا له بعد أن مكّنه الله من جالوت و قتله و من ثم بعثه الله نبيا فاجتمعت له النبوة و الملك و قد آتاه الله الحكمة في الفصل بين الناس و من معجزاته أنّه ألان الحديد و سخّر له الله الجبال و الطير فكانت تسبّح معه و أنزل الله عليه الزبور. سليمان : النبي سليمان هو ابن النبي داود فهو نبي ابن نبي ورث عن أبيه الحكمة و كان يمتاز بالحكم بالحق و قد توفي والده داود و عمر سليمان اثنان و عشرون سنة و علّم الله سليمان لغة الحيوانات و الكائنات أجمعها بما فيها الجماد و كان ملك سليمان عظيما و قد بنى المسجد الأقصى بحسب وصية والده داود و بنى كذلك مدينة تدمر و من معجزاته تسخير الريح له و الجن و إسالة النحاس و الحديث مع غير البشر. زكريا: بعد تشتت اليهود و تفرقهم شاءت الإرادة الإلهية أن يبعث في اليهود رسوله زكرياء و هو من صلب داود عليه السلام .تزوج زكريا ابنة عمران شقيقة السيدة مريم والدة المسيح و سينجب منها النبي يحي رغم كبر سنه كان زكريا كافل السيدة مريم أم عيسى عليه السلام و كان زكريا يعمل نجارا. يحي: النبي يحي ابن النبي زكريا و يحي أكبر من الرسول عيسى بستة أشهر و أرسل إلى بنى إسرائيل عرف يحي بتمسكه بكلمة الحق و لذلك سيقتل بأمر من الملك هيردوس و وضع رأسه بعد أن قطع في قصعة و دفن في دمشق. عيسى : من أولي العزم من الرسل و هو آخر نبي و رسول قبل الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و عيسى من نسل داود و عرفت أمه مريم بتقاها و ولدته من غير أب و تحدث عيسى في المهد صغيرا و أخبر قومه بأنه نبي الله و نزل على عيسى الإنجيل و أيّده الله بالعديد من المعجزات فكان يبرئ الأبرص و ينفخ الروح في الأجساد المصنوعة من الطين لتصبح كائنات حيّة و قد أنزل الله عليه مائدة من السماء. محمد: الرسول محمد بن عبد الله خاتم النبيين و يتصل نسله بإبراهيم الخليل و أمه آمنة بنت وهب ولد محمد عام الفيل سنة571 ميلادية ونزل عليه الوحي في عمر الأربعين و هو رسول إلى الناس كافة إذ كانت الرسالات السماوية قبل محمد دعوات محدودة بالزمان و المكان أما الدعوة المحمدية الخاتمة فهي عامة لكل البشر