من تعريفات التوحيد
تعريف التوحيد :
تعريف التوحيد في اللغة :
مصدر وحد توحيدا، ومعناه: إفراد الله -سبحانه وتعالى- بالعبادة؛ فمنأفرد الله بالعبادة فقد وحده؛ يعني أفرده عن غيره، يقال: وحد وثنى وثلث، وحد معناه: جعل الشيء واحدا، وثنى يعني: جعل الشيء اثنين، وثلث: جعل الشيء ثلاثة، إلى آخره.
تعريف التوحيد شرعا:
فهو إفراد الله –تعالى بأفعاله وبعبادته وبأسمائه وصفاته.
أنواع التوحيد:
"التوحيد" ثلاثة أنواع : توحيد الربوبية ،والألوهية ،والأسماء الصفات
وهذه الأنواع إنما ثبتت من خلال الاستقراء والتتبع.
النوع الأول: توحيد الربوبية : وعرفه أهل العلم: بأنه إفراد الله بأفعاله، أي أننا نعتقد أن الله منفرد بالخلق والملك والتدبير. قال تعالى ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) الزمر :62 .
الثاني: توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد. أي أنّ العباد يجب عليهم أن يتوجهوا بأفعالهم إلى الله سبحانه فلا يشركون معه أحداً. قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) الكهف: 110
الثالث: توحيد الأسماء والصفات : وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولكن على حسب قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى :11
التوحيد لا يكون إلا بنفي وإثبات وهما ركنا كلمة التوحيد لا إله (نفي) وإلا الله (إثبات) أي لا إله معبود بحق إلا الله.
إذا كان معنى التوحيد إفراد الشيء عن غيره فلا يكون الشيء مفرداً إلا بأمرين:
1- الإثبات التام.
2- النفي العام.
فلو قلت: زيد قائم لم تفرده؛ لاحتمال أن يكون غيره قائماً أيضاً.
لكن إن قلت: ما قائم إلا زيد، فقد أفردته بإثباتك القيام التام له، ونفيك العام للقيام عن غيره.
قال ابن القيم -رحمه الله-:" وجميع الرسل إنما دعوا إلى "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" (الفاتحة:5)، فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته، من أولهم إلى آخرهم، فقال نوح لقومه:"اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" (الأعراف: من الآية59)، وكذلك قال هود وصالح وشعيب وإبراهيم- عليهم السلام-، وقال -تعالى-: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" (النحل: من الآية36)، وقال: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء:25). "
سبب تسميته بعلم التوحيد
وسمي بعلم التوحيد لأن أهم بحوثه هو: توحيد الله . قال تعالى :﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾الرعد:19
منزلة علم التوحيد بين سائر العلوم :
علم التوحيد هو أصل علوم الإسلام وأفضلها وأهمها على الإطلاق لأن شرف العلم من شرف المعلوم – لأن منزلة كل علم إنما تكون على حسب الموضوع الذي يبحث فيه هذا العلم –
وعلم التوحيد يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته، وأفعاله وقدره وشرعه ،وإخلاص العبادة له.
روى الترمذي وحسنه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) فلا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملاً بها، آتيا بشروطها، أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه، فلا ينفعه تلفظه حتى يقرن بالقول العمل.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن من محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها، ومن عرف هذا عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)
( شهادة أن لا إله إلا الله) و: (شهادة أن محمداً رسول الله)
هاتان الشهادتان هما أصل الإسلام، وهما أساس الملة، وهما متلازمتانوبهما يدخل الكافر الذي لا ينطق بهما في الإسلام،
- معنا شهادة أن لا إله إلا الله :لا معبود بحق إلا الله، أي أن كل ما عبد من دون الله فهو باطل.
أخطاء في تفسير معنى لا إله إلا الله:
يخطئ من يفسر: (لا إله إلا الله ) بلا خالق إلا الله، لأن هذا معلوم لدى جميع البشر، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى العرب وهم يقرون ويعترفون ويعلمون بأنه لا خالق إلا الله، وقد قال عزوجل: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } الزخرف: 87.
وأما من قال معناها لا موجود إلا الله، فهذا خطأ، لأن الموجودات غير الله كثيرة، كالناس والدواب والسماء والأرض وغير ذلك.
إذاً معناها الحقيقي: إفراد الله بالعبادة، فهو سبحانه المستحق للعبادة سبحانه وتعالى وحده دون سواه.
1. النفي 2. الإثبات
1. النفي: وهو نفي الإلهية عن سوى الله: لاإله. ويقتضي الكفر بالطاغوت وبكل ما يعبد من دون الله سبحانه، وبكل دين وملة غير ملة الإسلام والبراءة من الشرك والكفر وأهله.
2. الإثبات: إثبات الإلهية لله وحده دون ما سواه، فهو سبحانه الإله المستحق للعبادة وحده دون ما سواه: إلا الله. وهذا يقتضي الإيمان بالله سبحانه وتعالى ومحبة أهل التوحيد..
معنى البعث :
لكلمة البعث معانى عدة هى :
1-الإرسال كما بقوله بسورة النحل "ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا "أى ولقد أرسلنا فى كل قوم مبعوثا .
2-البعث بمعنى إحياء الموتى كما بقوله بسورة النحل "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت "أى وحلفوا بالله قدر استطاعتهم لا يحيى الله من يتوفى وهذا هو المعنى المراد فى كتابنا .
لماذا يبعث الله خلق ؟
يبعث الله الخلق بعد الموت للأسباب التالية :
-أن يبين للناس ما اختلفوا فيه وهذا قوله بسورة النحل "ليبين لهم الذى يختلفون فيه"والمراد أن يعرفوا أحكام أعمالهم التى اختلفوا فيها فى الدنيا .
-أن يعلم الكفار أنهم كانوا كاذبين أى كافرين بدين الله وهذا قوله "وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين " وهذا يعنى أن الله سيعرف الكفار بأنهم الفريق المهزوم الأقل ناصرا وعددا .
-إثابة المسلمين بصدقهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "ليجزى الصادقين بصدقهم "