علاقة الإنسان بالطبيعة قي الإسلام
تعرّف الطبيعة بأنّها العالم الطبيعي المادي الذي يحيط بنا كبشر فالطبيعة بهذا التعريف هي كل الأشياء الموجودة في الكون، و لا يطلق مفهوم الطبيعة على شيء صنعه الإنسان ، يشمل تعريف الطبيعة أيضا كل القوانين الطبيعية التي تحكم الكون إلى جانب الأنظمة البيئية التي تتكون منها الأرض و الظواهر الطبيعية و المكوّنات الجيولوجية و المناظر الطبيعية . خلاصة القول الطبيعة هي الكون الطبيعي بما فيها الأرض و جميع ما تحويه من المكوّنات الفيزيائية التي لم تتغير بفعل الإنسان .الطبيعة بكل ما تحويه من المنظور القرآني هي من خلق الله و إبداعه.الفكر الإسلامي لا يعترف بأي نظام طبيعي ناشئ من تلقاء ذاته و خارج عن التدبير الإلهي قال تعالى: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) و قال عزّ من قائل أيضا: ( و سخّر لكم الشمس و القمر دائبين و سخر لكم الليل و النهار و آتاكم من كل ما سألتموه و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) .
في الحضارات القديمة كانت الطبيعة تخيف الإنسان بزلازلها و فيضاناتها و براكينها و انحباس أمطارها و برياحها و أعاصيرها و هذا ما جعل الإنسان القديم يعبد و يقدس الطبيعة و يقدم لها القرابين. و لما جاءت الرسالة المحمدية الخاتمة أعلبت للإنسان بأن الطبيعة مسخرة لخدمة الإنسان و الإنسانية في إطار المهمة التي خلق من أجلها الإنسان ألا و هي وظيفة و أمانة الاستخلاف التي تعجز السماوات و الأرض و الجبال عن أدائها إذ الإنسان هو الكائن و المخلوق الوحيد الذي أهله الله و أعطاه القدرة على القيام بوظيفة البناء و التعمير الحضاري ضمن ضوابط و أطر جعلها الله هي مقياس الجزاء و الحساب عنده في الآخرة و هي سر النجاح و الفلاح في الدنيا قبل الآخرة
إذا كان الإنسان في القرآن الكريم هو المحور و الغاية في الطبيعة و من أجله خلت الكائنات كلها فإن علاقة الإنسان بالطبيعة في العهد القديم عند اليهود و الذي ورثه عنهم النصارى هي أن علاقة رهبة و خوف فاللعنة أحلت بالأرض بسبب الخطيئة الأولى لآدم و حواء حين أكلا من الشجرة المحرمة .
في النظرة القرآنية الأرض جزء من المنظومة الكونية التي وضعها الله للإنسان قال تعالى ( و الأرض وضعها للأنام ) الآية 10 من سورة الرحمن . و الأرض هي ميدان عمل الإنسان و اختباره وهو مطالب بتعميرها قال تعالى ( هوَ أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها ) الآية 61 هود و عبارة استعمركم فيها تعنى طلب منكم تعميرها و عمارة الأرض إنما تتم بالغرس و التشجير و الإصلاح و الإحياء و مجانبة تبذير الموارد الطبيعية فالمؤمن مطالب بالعمل و التعمير إلى آخر رمق في حياته قال صلى الله عليه و سلم : ( إن قامت على أحدكم الساعة و بيده فسيلة فليغرسها ) رواه أحمد كما قال تعالى في الآية 55 من سورة طه: ( منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى) و ما دام الأمر كذلك فعلى الإنسان الخليفة أن يحسن العامل مع الأرض فيكتشفها بإمعان النظر في كل شيء يراه فيها من نبات و حيوان و جماد قال تعالى: ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى الجبال كيف نصبت و إلى الأرض كيف سطحت )
الطبيعة نعمة من نعم الخالق سبحانه و تعالى على الإنسان المحافظة عليها و حسن تسخيرها و استثمارها قال تعالى: ( فالق الإصباح جاعل الليل سكنا و الشمس و القمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ) 96 الأنعام و قال سبحانه و تعالى في الآية 5 من سورة يونس: ( هو الظي جعل الشمس ضياء و القمر نورا و قدّره مناوزل ليعلموا عدد السنين و الحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصّل الآيات لقوم يعلمون )
للطبيعة تأثير على الصحة النفسية و البدنية و على القدرات العقلية للإنسان كما للطبيعة تأثير على صفات شخصية الإنسان فباقتراب الإنسان من الطبيعة حدائق و غابات و شواطئ و سهول و جبال يحسن من أداء الدماغ و يجعل الإنسان يشعر بالهدوء و بالراحة النفسية .تلعب الطبيعة دورا كبير الأهمية في حياة الإنسان فهي محيطه الطبيعي الخارجي الذي يتحرك فيه